النظره الحديثه للرياضيات

الرياضيات علم تجريدي من خلق وإبداع العقل البشري يهتم بالأفكار والطرائق و أنماط التفكير، والرياضيات لا تكون مجموع فروعها التقليدية فحسب فهي أكثر من علم الحساب الذي يعالج الأعداد و الأرقام والحسابات، وهي تزيد عن الجبر لغة الرموز والعلاقات، وهي أكثر من علم الهندسة والذي هو دراسة الشكل والحجم والفضاء، ويمكن إضافة علم المثلثات والإحصاء والتفاضل والتكامل إلى هذه الفروع، وتبقى الرياضيات حسب النظرة الحديثة تزيد عن مجموع هذه الفروع.

كانت الرياضيات في البدء أداة لعلماء الطبيعيات، أما اليوم فإننا نرى الرياضيات تغزو جميع فروع العلوم الطبيعية: الأحياء، والكيمياء، وعلوم الأرض، وفي أي علم آخر يمكن تسميته لابد أن تعد الرياضيات من مقوماته الأساسية.

وتلعب الرياضيات اليوم دوراً كبيراً في نظرية الاحتمالات وفي العلوم الالكترونية والآلات الحاسبة والاقتصاد بنظرياته يتحول إلى علوم رياضية، فالصناعة والتجارة تعتمد على اتخاذ القرارات وهذه بدورها مرتبطة بالإحصاء و الاحتمال، وكذا الحال بالنسبة للطب والصيدلة والعلوم الاجتماعية والإنسانية .

إن التغير الذي حصل في الرياضيات تضمن تحررها عن العالم الفيزيائي فالرياضيات مستقلة عن العالم المادي والتركيز على التجريد في النظرة الحديثة للرياضيات والفصل بينها وبين تطبيقاتها كان مصدر قوة لها أدى إلى نموها وتطورها بشكل واسع.

فالرياضيات هي دراسة أنظمة عامة تجريدية وهذه الأنظمة تخدم دراسة حالات خاصة أو مسائل تطبيقية متنوعة وهناك العديد من النماذج الرياضية التي تناسب وتمثل أجزاء من الواقع والحياة.

فكانت الرياضيات من وجهة نظر الرياضيين نظام مستقل ومتكامل من المعرفة وتستخدم الأنظمة التجريدية التي تدرسها كنماذج تفسر بعض الظواهر الحسية .

أما الرياضيات من وجهة نظر المربين والمهتمين بتدريسها هي أداة مهمة لتنظيم الأفكار وفهم المحيط الذي نعيش فيه.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الرياضيات مناهجها وأصول تدريسها – د . فريد كامل أبو زينة